عبدالله بن جلوي بن تركي آل سعود

 وُلد في مدينة الرياض عام 1287هـ  وقضى فيها سنواته الأولى وتعلم في كتاتيبها القرآن الكريم والسُّنة الشريفة ، وكان فارساً من فرسان آل سعود المشهود لهم بالشجاعة والإقدام وقوة الشخصية والحزم.

كان أحد الذين أخذهم ابن رشيد إلى حائل إلى جانب الأمير سعد بن جلوي والأمير عبدالعزيز بن تركي والأمير هذلول بن ناصر بن فرحان آل سعود ، وبقي فيها حتى عام 1306هـ حين عاد إلى الرياض، وآثر البقاء في الرياض لما رحل الإمام عبدالرحمن بن الإمام فيصل مع أخويه الأمير عبدالعزيز بن جلوي والأمير فهد بن جلوي  إلى الكويت. ثم لحق بهم حينما ازدادت مضايقات وظلم عمال ابن رشيد له.

ارتبط هذا الأمير الفارس منذ نشأته الأولى بصداقة وحب وولاء نادر للملك الموحِّد، وكان في مقدمة شجعان آل سعود الذين عقدوا العزم على استرداد الحق المغتصب في هجومهم المظفر على حصن المصمك في الرياض،  وكان له دور بارز في هذا الهجوم إذ أردى عامل ابن رشيد "عجلان" قتيلاً في الملحمة  التي خطط لها البطل عبدالعزيز عام 1319هـ.

ويذكر ان عجلان كان قبل ذلك ينعت عبد الله باسم جدته هويديه التي تزوجها الامام تركي وانجبت منه جلوي ، وحين لحق عبد الله بعجلان في المصمك اخذ الآخير يستنجد به صارخا : دخيلك يابن جلوي . فاجابه عبدالله قبل ان يقتله : انا ماني ابن جلوي انا ولد هويديه على قولتك وافتخر بها .

 شارك الأمير عبدالله بن جلوي في جميع المعارك التي خاضها الملك الموحِّد بكل شجاعة وولاء وإخلاص. وقاد في سبيل ذلك الغزوات بعد فتح الرياض، فكان أول أعماله أن قاد سَرِية إلى "علية" لتأمين العاصمة ، وسار مع الملك عبدالعزيز لفتح الدلم ، وقاد سَرِية إلى ثرمداء ثم إلى شقراء وقضى على التمرد فيهما.

كان ـ يرحمه الله ـ قد عُرف عنه الحزم وعدم التردد في محاربة كل متمرد، وكان مهيباً يبث اسمه الرعب في قلوب المتمردين ، فعند فتح عنيزة رفضت سَرِية ابن رشيد وآل بسام التسليم، فما كان من الملك عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ إلاّ أن أرسل من آل سليم مائتي مقاتل تحت لوائه ، ولما علمت السرِية بمقدم الأمير عبدالله بن جلوي  سلمت في الحال إلى آل سليم.

كان الملك عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ يعتمد عليه في كثير من المهمات التي تتطلب قدرات خاصة لما عُرف به من شجاعة وحزم وولاء ، ولما انتظم الأمر ولاّه الملك إمارة القصيم عام 1328هـ. وفي فتح الأحساء كان الأمير عبدالله بن جلوي في طليعة فرسان آل سعود ،  ثم ولاه الملك عبدالعزيز إمارة الأحساء والمناطق الشرقية عام 1331هـ.

واستمر أميراً للأحساء إلى أن توفي ـ يرحمه الله ـ عام 1354هـ . وقد تأثر الملك عبدالعزيز بوفاة نصيره في الجهاد ورفيقه في مسيرته منذ بدايتها وحضر من الرياض إلى الأحساء للتعزية في وفاته.

خلفه ابنه سعود - وهو من اكبر ابناء الامير عبد الله - في امارة المنطقة الشرقية بعد وفاته . والامير سعود بن جلوي كما يعرفه الناس بهذا اللقب قد اتصف بالصفات التي كان ابوه عليها من قوة وحزم ، فبعد وفاة والده تولى الامارة ليكمل المسيرة ويسير دفة الحكم في هذه المنطقة منذ عام 1354 هـ حتى وفاته عام 1386هـ واستمر في الاحساء حتى انتقلت امارة المنطقة الشرقية الى الدمام لتصبح العاصمة الادارية للمنطقة الشرقية بدلا من الاحساء . وقد ارتبط اسم المنطقة الشرقية بالامير سعود بن جلوي كما والده ارتباطا وثيقا طيلة الاثنين وثلاثين عاما التي كان خلالها اميرا للمنطقة الشرقية . إن الامير لم يكن اقل صرامة وقوة من والده لذا فقد كان امتدادا له في قوة الحكم وبسط العدالة بين ابناء هذه المنطقة فنعمت بالامن والآمان ولله الحمد، واستمر على ذلك حتى وفاته رحمه الله عام 1386هـ.

وخلفه اخوه الأمير عبدالمحسن الذي أسندت إليه إمارة الأحساء في عام 1373هـ عندما نقل كرسي الإمارة إلى الدمام .. وهو ممن درسوا بمدارس الأحساء وقام بشئون الأحساء منذ تولى إلى عام 1386هـ عندما توفي الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي فحَلَّ محله في إمارة المنطقة الشرقية. وقد استمر في إمارة الدمام حتى أحيل إلى التقاعد عام 1404هـ ، وقد توفي الأمير عبدالمحسن رحمه الله عام 1408هـ  .

 

ـــــــــــــــــــ