إدريس الأول

 هو إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب، القرشي الهاشمي. مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى، وإليه نسبتها. هرب بعد معركة (فخ) التي قتل فيها ابن عمه الحسين بن علي بن الحسن المثلث التي ثار فيها على الخليفة الهادي سنة169هـ.

اتجهه الى مصر وعبرها حتى استقر في شمال أفريقية بالمغرب الأقصى سنة 172هـ ونزل على قبيلة بربرية تدعى (أوربة) وأميرها يومئذ إسحاق بن محمد بن عبد الحميد، يقيم في مدينة (وليلي) على مقربة من مراكش وقد عرفه بنفسه واستجار به، فأكرمه وجمع قبائل البربر على دعوته فبايعوه بعد أن عرفوا قرابته من رسول الله. ولما تمت البيعة جهز جيشا كبيرا من البربر فغزا بلاد (تامسنا) وما حولها وفتح معاقلها وحصونها، وأسلم من كان من أهلها على دين اليهودية والنصرانية. وفي عام 173هـ توجه إلى المغرب الأوسط فغزا (تلمسان) ومن بها من قبائل البربر، فاستسلموا له وبايعوه، وبنى في تلمسان مسجدا، ثم عاد إلى (وليلي) . خلع إدريس طاعة بني العباس واتخذ مدينة (وليلي) عاصمة له.

هم الخليفة هارون الرشيد بإرسال جيش لمحاربته، ومنعه من ذلك بعد المسافة، وقدر أن جيشه لو هزم لكان ذلك إغراء لإدريس وحثا له على مواصلة الهجوم على الدولة في مصر والشام، فلجأ الرشيد إلى حيلة للتخلص من إدريس وبعث إليه رجلا داهية هو (سليمان بن جرير الشماخ) ، كان طبيبا، فتظاهر له بالخروج على بني العباس، فاطمأن إليه وقربه منه وأخذ بسحر بيانه وطلاقة لسانه، وبعد ذلك أتى إدريس من مأمنه، فقد دس له الرجل السم فقتله وهرب، غير أن البربر ظلوا على إخلاصهم لإدريس فبايعوا ابنه إدريس الثاني ودانوا له كما دانوا لأبيه من قبله.
كانت دولة الأدارسة أول من انشق عن الدولة العباسية، ولم يجد الرشيد بدا من أن يقطع لإبراهيم بن الأغلب منطقة تونس والقيروان ليقف في وجه الأدارسة إذا عزموا على الزحف إلى مصر والشام، وقد تكونت فيما بعد دولة الأغالبة بعد هذا الإقطاع.

 بنى إدريس الأول مدينة (فاس) 172هـ وأتم بناءها ابنه إدريس الثاني.