تاريخ عمان

عرفت عمان في المراحل التاريخية المختلفة بأكثر من اسم ، ومن أبرز أسمائها (مجان) و (مزون) و (عمان) حيث يرتبط كل منها ببعد حضاري أو تاريخي محدد. فإسم (مجان) ارتبط بما اشتهرت به من صناعة السفن وصهر النحاس حسب لغة السومريين حيث كانت تربطهم بعمان صلات تجارية وبحرية عديدة، وكان السومريون يطلقون عليها في لوحاتهم (أرض مجان). اما اسم (مزون) فإنه ارتبط بوفرة الموارد المائية في عمان في فترات تاريخية سابقة وذلك بالقياس إلى البلدان العربية المجاورة لها. وكلمة (مزون) مشتقة من كلمة (المزن) وهي السحاب ذوالماء الغزير المتدفق. ولعل هذا يفسر قيام وازدهار الزراعة في عمان منذ القدم وما صاحبها من حضارة أيضا. وبالنسبة لإسم (عمان) فإنه ورد في هجرة القبائل العربية من مكان يطلق عليه عمان في اليمن، كما قيل انها سميت بعمان نسبة إلى عمان بن ابراهيم الخليل عليه السلام، وقيل كذلك انها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عمان بن سبأ بن يغثان بن ابراهيم. وكانت عمان في القديم موطنا للقبائل العربية التي قدمت إليها وسكن بعضها السهول واشتغلت بالزراعة والصيد، واستقر البعض الآخر في المناطق الداخلية والصحراوية واشتغلت بالرعي وتربية الماشية.

 

عمان قبل الاسلام

 

بعد إنهيار سد مأرب بدأت القبائل العربية اليمنية بالهجرة إلى كافة أنحاء الجزيرة العربية, وهاجرت قبائل الأزد إلى أرض عمان واستطاع قائدهم مالك بن فهم الدوسي الأزدي طرد الفرس عن عمان.

فقد سار مالك بن فهم إلى عمان على رأس ستة آلاف من الجنود، واتصل بالفرس الذين كانوا قد بسطوا سلطانهم على عمان من ريسوت في الجنوب (ظفار) إلى قلهات على ساحل المنطقة الشرقية (صور). جاء مالك إلى عمان ليستقر بها، ولما عارض الفرس ذلك استعد الجانبان للقتال. وبعد قتال عنيف توصل مالك ـ بعد أن هزم الفرس ـ إلى اتفاق معهم يقضي بأن يرحلوا من البلاد خلال عام من ذلك التاريخ. وبدلاً من أن يبدأوا في الخروج طلبوا إمدادات من فارس، فوصلتهم واستعدوا لحرب مالك بن فهم وأتباعه مرة أخرى. ودار بين الجانبين قتال شديد انتهى بانتصار مالك. ولجأ كثير من الفرس إلى سفنهم وأبحروا بها لبلادهم. فاستولى مالك على عمان وغنم جميع الأموال والممتلكات التي خلّفها الفرس. وتذكر المراجع التاريخية أن مالكًا قد أحسن إلى الأسرى من الفرس فكساهم وزوّدهم وأوصلهم بالسفن إلى بلادهم. وأصبح حاكمًا على عمان وما جاورها من الأطراف، وساسها سياسة حسنة.
كثرت هجرات العرب إلى عمان وكثر عددهم فيها، وانتقل بعضهم من عمان إلى البحرين. ولم يكن هناك سلطان ولا ملك قوي في كل تلك المنطقة إلا مالك بن زهير.ومن حُسن تصرف مالك بن فهم أنه أقام معه علاقات ودية، وتزوج ابنته. وطلب أبوها أن يكون لأبنائها منه التقديم على سائر الأبناء من غيرها، ووافق مالك بن فهم على ذلك. وحكم مالك بن فهم عمان سبعين سنة، وخلفه أبناؤه. ونازع الفرس أحفاده في الملك قبل الإسلام، إلى أن آل الأمر إلى ابني الجلندي اللذين ظلا يحكمان عُمان حتى ظهور الإسلام.
ولم تستطع الإمامة كسر نفوذ النبهانية فاستمروا يحكمون لعدة قرون، وانقسمت عمان إلى منطقتي نفوذ قبلي وطائفي بين الغوافر والهناوية.
 

عمان والإسلام

 

لقد كانت رسالة الإسلام منعطفا هاما في تاريخ عمان، حيث استجاب أهل عمان لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ودخلوا الإسلام طواعية وسلما، ثم ما لبثوا إن لعبوا دورا رائدا في تثبيت دعائم الدعوة ونشر راية الإسلام شرقا وغربا.

أرسل النبي " ص "عمرو بن العاص برسالة إلى ملكي عمان جيفر وعبد ابنَيْ الجلندي يدعوهما إلى الإسلام. وقد أسلما وأسلم أهل عمان. وتولى عمرو بن العاص حكم عمان حتى وفاة النبي " ص ". ولما توفي النبي " ص " ذهب عمرو بن العاص إلى المدينة لمبايعة الخليفة أبي بكر رضي الله عنه ومعه وفد من العمانيين. وكتب أبو بكر إلى العمانيين وشكرهم، وترك أمر حكمهم إلى ابنَيْ الجلندي عبد وجيفر، وجعل لهما أخذ الصدقات من أهلها وحملها إليه. وحَكَم عمان خلال خلافة عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، عباد بن عبد بن الجلندي.
وبعد وقوع الفتنة، ووصول الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان لم يكن له سلطان على عمان. ولما تولى عبد الملك ابن مروان الأمر واستعمل الحجاج على أرض العراق، أرسل الحجاج جيشًا إلى عمان فهزمه العمانيون، وتكررت المحاولات بجيوش أخرى حتى تم النصر لبني أمية. وكانوا يستعملون على عمان من يرون من الحكام.
ولما بدأ العصر العباسي استعمل أبو جعفر المنصور جناح ابن عبادة بن قيس الهنائي على عمان. وتولى بعده الإمامة الجلندي بن مسعود، وكان سببًا لقوة المذهب الأباضي في عمان، وهو المذهب الذي أخذ اسمه من عبدالله بن أباض واستقطب منذ ذلك الحين الكثير من الأتباع إلى عُمان ممن جاءوا إليها من البصرة وحضرموت واليمن. واحتل القرامطة لبعض الوقت عمان وقاوموا العباسيين. وبعد أن تولى البويهيون الحكم في بغداد عام 945م شاءوا ضم عمان. فأرسل معز الدولة حملة إلى عمان عام 965م، ثم أرسل حملة ثانية عام 966م، فأبقى عمان تحت النفوذ البويهي. وهاجم السلاجقة عمان عام 1055م (447هـ) من الساحل الشرقي للخليج واستولوا عليها، وحكموها إلى عام 1135م.

العُمانيون في زنجبار

 

كانت السفن العمانية تتنقل بين إفريقيا وآسيا منذ تاريخ قديم تحمل التجارة والتجار. وقد استقر بعض العرب (من عمانيين وغيرهم) بشرق إفريقيا كما استقر معهم بعض الهنود والإيرانيين. واختلط كل هؤلاء فكونوا من يعرفون الآن بالسواحليين في شرق إفريقيا.
وقد ازداد عدد العمانيين في إفريقيا بعد ظهور الإسلام، وبروز الدولة الأموية، فأقام حكام عمان في زنجبار عام 684م، ولحقتهم مجموعات أخرى عام 122هـ، 739م، وهي مجموعة من أهل اليمن وبالذات من المهرا وحضرموت وسقطري.

اليعاربة وطرد البرتغاليين

كان البرتغاليون يسيطرون على التجارة والملاحة على السواحل الإفريقية والآسيوية. وقد حاربهم الإنجليز وهزموهم في معقلهم في جزيرة هرمز عام 1622م. وفي عام 1624م انتخب الإمام ناصر بن مرشد اليعربي إمامًا على عمان، وتمثل حقبة الإمام ناصر بداية دولة اليعاربة. وأعقب ناصر بن مرشد اليعربي سيف بن سلطان اليعربي المعروف باسم قيد الأرض عام 1649م. واستطاع الأخير أن يطرد البرتغاليين من مسقط وطاردهم حتى الهند وسواحل شرق إفريقيا وأخرجهم من زنجبار ولنجة وغيرها من المناطق الإفريقية والآسيوية.
وكان أهل ممبسا قد ثاروا على البرتغاليين مستنجدين بالعمانيين لحمايتهم. واستمر العمانيون يحكمون زنجبار وتجوب أساطيلهم السواحل الإفريقية مسيطرة عليها لأمد طويل من الزمن.
اتحدت أراضي بلاد عمان تحت ظل حكم أسرة البوسعيد. وقد بدأ حكم هذه الأسرة لعمان عندما تمت مبايعة الإمام أحمد بن سعيد والي صحار إماماً لعمان.

 

آل بوسعيد

 

تولى اخر سلاطين اليعاربة في عام 1718م وكان عمره اثنا عشر عاما ولم يستطع بسبب ضعفه وعدم نضجه أن يمارس سلطته .. وقد اتخذ قرارا غير حكيم بأن طلب مساعدة شاه فارس لإخماد الاضطرابات بالداخل ، واستجاب الشاه لطلبه وبدل من مساعدة الإمام فإن الشاه طمع في عمان وقام بغزوها ، ولكن هُزم الفرس على يد والي صحار أحمد بن سعيد بن محمد البوسعيد ، فقد استطاع مؤسس الأسرة الإمام أحمد بن سعيد أن يتصدى للفرس، ويقاتلهم للتخلص منهم، ويؤسس دولة مازالت قائمة إلى الوقت الراهن.

 

حكام البوسعيد

 

1. أحمد بن سعيد

(1162 ـ 1188هـ/1749 ـ 1773م)

 

هو أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد من قبيلة البوسعيد الأزدية. كان والياً على صحار من قبل سيف بن سلطان اليعربي، اشتهر بالشجاعة، وكان له دور في نهاية سيطرة الفرس على عمان فبايعه أهل العلم والمشايخ في عام 1162هـ/1749م بالإمامة، وبه انتقلت السلطة من اليعاربة إلى البوسعيد.

وواجه خلال فترة حكمه كثيراً من المصاعب منها تثبيت حكمه، والقضاء على مخالفيه، وصد حملات الفرس، كما تمرد عليه ابناه سلطان وسيف غيرة من توليته لأخيهما سعيد على نزوى وازكى وسمائل وأكثر حصون عمان، وانتهى هذا التمرد بخروج سلطان وسيف إلى مكران في فارس.

وتوفي أحمد بن سعيد في عام 1198هـ/1783م، وعند بعض المؤرخين في عام 1188هـ/1773م. وقد ترك من الأولاد سبعة ذكور هم: هلال، وسعيد، وقيس، وسيف، وسلطان، وطالب، ومحمد، وثلاث إناث.

 

2. سعيد بن أحمد

(1188 ـ 1193هـ)(1773 ـ 1779م)

 

 بويع بالإمامة بعد وفاة والده نظراً لمرض أخيه الأكبر هلال في عينيه الأمر الذي أعجزه عن إدارة الحكم، وقد توفي وهو في طريقه إلى الهند طلباً للعلاج.

أقام سعيد في الرستاق، ولم يعدل في حكمه، وأهمل شؤون الحكم، ولم يقم بواجباته، فمقته الناس لسوء سلوكه.

 ثم تنازل عن الحكم لابنه حمد عام 1193هـ/ 1779م.

 

3. حمد بن سعيد بن أحمد

(1193 ـ 1206هـ/1779 ـ 1792م)

 

 استولى على الحكم من والده، وسيطر على مسقط، مما اضطر والده في النهاية للتنازل عن كل السلطات له، واستخدم لقب السيد بدلاً من الإمام ليتحاشى ما يوحي بخلع والده رسمياً. امتاز حكمه بانفجار صراعات ضد أعمامه قيس وسيف وسلطان، فنجح في طرد عمه سيف إلى شرق إفريقيا، وعمه سلطان إلى ساحل كمران، وتوفي في عام 1206هـ/1792م وخلفه عمه سلطان.

 

4. سلطان بن أحمد بن سعيد

(1206 ـ 1219هـ/1792 ـ 1804م)

 

جعل سلطان بن أحمد من التوسع الخارجي سياسة ثابتة له، فاستولى على قشم وهرمز والموانئ الهامة في ساحل مكران ومينائي شهبار، وجوا دور، كما نجح في الاستيلاء على بندر عباس، كما وصلت قواته إلى البحرين عام 1216هـ/1801م، وأخذها من آل خليفة، فاستنجدوا بعبدالعزيز بن محمد بن سعود، فأمدهم بجيش استطاع أن يُخرج قوات سلطان من البحرين، وقتل منهم حوالي ألفي رجل، ثم قُتل سلطان في إحدى الغارات عام 1219هـ/ 1804م، وكان وقتها في سفينة صغيرة على مقربة من شاطئ مسقط، وكان ذاهباً بها إلى بندرعباس، فقتله رجال من القواسم، من رأس الخيمة.

 استقرت البلاد في أيامه، وعقد اتفاق مع شركة الهند الشرقية عام 1213هـ/1798م، تعطي الإنجليز أفضلية في المعاملات التي تتم داخل بلاده على الفرنسيين والهولنديين. وتعتبر هذه الاتفاقية أول اتفاقية بين حاكم عربي وبريطانيا في العصر الحديث. كما عقد اتفاقاً آخر مع جون مالكوم عام 1214هـ/ 1800م، يُخول الإنجليز إقامة معتمد دائم في مسقط.

 

5. بدر بن أحمد بن سعيد

(1219 ـ 1220هـ/1804 ـ 1805م)

 

بعد مقتل سلطان بن أحمد، سلطان مسقط، عام 1219هـ/ 1804م، بويع أخوه بدر بن أحمد، ولم يلبث بدر أن ثار عليه أبناء أخيه سلطان وقتلوه.

 

6. سعيد بن سلطان بن أحمد

(1220 ـ 1273هـ/1805 ـ 1856م)

 

تولى سعيد بن سلطان بن أحمد سلطنة عُمان بعد مقتل عمه بدر بن أحمد، عام 1220هـ/1805م، وأقام بمسقط، ونشب قتال بينه وبين بعض أتباع الإمام سعود بن عبدالعزيز، فبايع لسعود، وأصبحت مسقط وسائر بلاد عُمان تابعة لنجد عام 1223هـ، ونقض عهده عام 1224هـ، فاستنجد بالإنجليز، واستعان ببعض مراكبهم، وتجدد القتال بينه وبين مجاوريه، من أتباع سعود، ثم استعان بحكومة فارس عام 1225هـ، وقاتلهم وانهزم، وعاد فأصلح بعض أمره، وعقد معاهدة تجارية مع بريطانيا عام 1255هـ، يمنح بموجبها الرعايا الإنجليز الحرية الكاملة في الدخول والإقامة والمتاجرة والمرور مع بضائعهم في جميع الأراضي العمانية. كما عقد معاهدتين مع الفرنسيين، الأولى عام 1222هـ والثانية 1260هـ، ومعاهدة مع الحكومة الأمريكية عام 1249هـ. وامتدت فترة حكمه اثنين وخمسين عاماً (1219 ـ 1273هـ) (1804 ـ 1856م)، واشتهر باسم السيد البحار لكثرة تنقله في البحر وتوفي  أثناء إحدى رحلاته البحرية سنة 1273هـ/ 1856م، فنقل جثمانه إلى زنجبار ودفن هناك.

في عهده  تجاوزت الممتلكات العمانية حدود التوقعات فشملت زنجبار وأجزاء من شرقي أفريقيا ومن جنوبي إيران وبلوشستان ، وازدهرت التجارة وتمتعت مسقط بأمن أكثر وأصبحت من أهم أسواق الخليج العربي، وليعزز من قبضته على ساحل أفريقيا فقد اتخذ من زنجبار عاصمة ثانية لحكمه.

 

7. ثويني بن سعيد

 1856م إلى 1866م

 

  انقسمت السلطنة أثر وفاة سعيد لتنازع أبنائه على الحكم، فتولى ابنه ماجد الحكم في زنجبار، بينما تولى ابنه الآخر ثويني الحكم في مسقط، معلناً نفسه والياً على السلطنة كلها واعتبر أخاه ماجد خارجاً عليه. وتدخلت الحكومة البريطانية في الخلاف، وأصدر نائب الملك في الهند قراراً يقضى بإعلان ماجد حاكماً على زنجبار والأقاليم الأفريقية، وثويني حاكماً على مسقط، وأن يدفع ماجد أربعين ألف جنيه ذهبي سنوياً لأخيه حاكم مسقط، وتم الاعتراف بتأسيس السلطنتين في إعلان رسمي صدر في باريس، وأقرته كل من بريطانيا وفرنسا، وسار ثويني بن سعيد سيرة حسنة. وفي عام 1282هـ/ 1866م، قُتل السلطان ثويني على يد ابنه سالم الذي رماه برصاصة قتلته في صحار، طمعاً بالملك من بعده.

 

8. سالم بن ثويني بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد

 (1282 ـ 1285هـ/1866 ـ 1868م)

 

أعلن نفسه حاكماً بعد قتله لأبيه، وانفرد بالأمر، وذهب إلى مسقط فجمع رؤساء القبائل وأخبرهم بأنه قتل أباه لظلمه، فوافقوا على عمله وأقروه، واستمر في الحكم سنتين وبضعة أشهر، ثم ثاروا عليه ، فخُلع في عام 1285هـ/ 1868م ورحل إلى الهند ومات هناك.

 

9. عزان بن قيس بن عزان بن قيس بن أحمد بن سعيد

 (1285 ـ 1287هـ/1868 ـ 1870م)

 

بعد خلع سالم بن ثويني، عمل عزان بن قيس على الاستيلاء على بركا ومسقط ومطرح، وأعلن نفسه إماماً للبلاد. وبويع بالإمامة في مسقط، وضربت المدافع ووفدت الوفود ورفعت الرايات البيضاء، وهي شعار عزان، واستولى على ما كان متفرقاً في أيدي الأمراء وأبناء الأمراء من البلاد، وقاتل من عصاه في ذلك، وحسنت سيرته، واطمأن الناس في أيامه.

دخل في صراع مع تركي بن سعيد بن سلطان، الذي كان قد رحل من عُمان إلى الهند في أيام تملك ابن أخيه سالم بن ثويني، وعاد عندما صار الأمر إلى عزان بن قيس، فتحالف مع شيوخ دبي وعجمان ورأس الخيمة، وتوجه بجيش إلى خور فكان، ثم إلى واحة البريمي وجرت معركة بينه وبين عزان بن قيس وأصيب عزان برصاصة أدت إلى موته، وكانت مدة إمامته  سنتين وأربعة أشهر ونصف.   

 

10. تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد

(1287 ـ 1305هـ/1870 ـ 1888م)

 

تولى الحكم بعد أن انتصر على عزان بن قيس، وبدعم من شيوخ الساحل العماني، عمل على تثبيت وضعه الداخلي بالقضاء على الثورات المناوئة وإخضاع المناطق العمانية، واستمر في الحكم إلى وفاته عام 1305هـ/1888م.

 

11. فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد

(1305 ـ 1331هـ/1888 ـ 1913م)

 

خلف والده، وكان أوسط إخوته سناً، فأحسن معاملة الرعية سياساً وحزماً، فأحبه رعاياه، ومجاوروهم من العرب، وكان شجاعاً، واستمر في الحكم لحين وفاته عام 1331هـ/ 1913م.

 

12. تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد

(1331 ـ 1349هـ/1913 ـ 1931م)

 

خلف والده فيصل بن تركي في الحكم في عام 1331هـ/1913م غير أنه واجه منذ البداية تمرداً قاده سالم بن راشد بن سليمان بن عامر الخروصي، من أئمة الإباضية في عُمان، الذي كتب إلى الأقاليم يدعوها إلى طاعته، وجهز جيشاً فتح به نزوى، ومنح، وأزكى، والعوابي، وسمايل، وبديد. ووحد القبائل، وشق عصا الطاعة على السلطان، إلا أنه لم يتقدم نحو مسقط بعد إنذاره من القنصل البريطاني بمسقط، في عدم التعرض لها أو لمطرح، وبعد معارك بينه وبين تيمور بن فيصل، توسط حاكم أبي ظبي بالصلح بينهما، فجنح الطرفان إلى السلم، وكان من شروط تيمور أن يرد الإمام سالم حصني بديد وسمائل، ورفض الإمام، واقتتل جيشاهما في عام 1333هـ/1914م، واستمر في قتاله إلى أن كان خارج نزوى، واستتب الأمر لتيمور بعد أن اغتيل سالم بن راشد على رأس حملة لتأديب قبيلة وهيبة خارج نزوى.

تنازل تيمور بن فيصل عن الحكم لابنه سعيد بن تيمور في عام 1349هـ/ 1931م.

 

13. سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد

(1349 ـ1390هـ/1931 ـ 1970)

 

ولد بمسقط، وتلقى تعليمه في مدرسة إنجليزية بمدينة بومباي في الهند، ثم درس في بغداد سنة واحدة في عام 1345هـ/1926م. تولى مناصب إدارية في عهد والده منها الإشراف على الشؤون الداخلية، ثم رئيساً للوزراء إلى أن تولى الحكم بعد أن تنازل له والده في عام 1349هـ/1931م، وشهدت عمان في فترته جموداً على كافة المستويات. فعزله ابنه قابوس في عام 1390هـ/ 1970م. وغادر سعيد بن تيمور البلاد إلى لندن حيث توفي عام 1392هـ/ 1972م. ودفن في المقبرة الإسلامية ببلدة ووكينج القريبة من لندن.

 

14. قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد

(1390هـ ـ ..../1970م ـ ....)

 

ولد في عام 1359هـ/1940م في صلالة، عاصمة إقليم ظفار، بجنوب عُمان. ووالدته هي ابنة أحد زعماء أبرز القبائل، في ظفار (قبيلة الحواسنة). وعندما بلغ السادسة من عمره، بدأ مسيرته التعليمية في مدارس عُمان، وظل بها إلى أن أكمل تعليمه الأساسي. وسافر بعد ذلك للدراسة في المملكة المتحدة، والتحق هناك بكلية سانت هيرست العسكرية في عام 1380هـ/ 1960، وتخرج منها في عام 1382هـ/ 1962م برتبة ملازم في سلاح المشاة، وأمضى فترة من الخدمة العسكرية مع القوات البريطانية المرابطة في ألمانيا الغربية، ولدى عودته إلى بريطانيا، التحق بدورة دراسية في حقل الخدمة المدنية والإدارة العامة (جامعة أوكسفورد وكلية بدفورد). وقام بجولة زار فيها بعض دول العالم، قبل عودته إلى سلطنة مسقط وعُمان عام 1386هـ/ 1966.

وبعد عودته شعر بسوء الأحوال في السلطنة فاقترح على والده عدة مشاريع تحقق رفاهية البلاد والشعب العماني. ولكن والده لم يوافق على هذه المشاريع.

وعندما رأى قابوس أن الأمر لا يمكن تغييره في ظل حكم والده، لم يجد بداً من خلعه وتسلم مقاليد الحكم بنفسه. وكان ذلك في عام 1390هـ/1970م. ووقف الشعب العُماني خلفه وسانده وأيده.