زيد بن علي زين العابدين

 

هو زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب. يقال له زيد (الشهيد) .

فقيه خطيب, درس على واصل بن عطاء رأس المعتزلة, وقال عنه أبو حنيفة ما رأيت في زمانه أفقه منه ولا أبين منه. أرسل هشام بن عبد الملك في طلبه, فضيق عليه وحبسه خمسة أشهر ثم أطلقه وعاد إلى العراق, ولما أراد الرجوع إلى المدينة لحق به بعض أهل الكوفة يحرضونه على قتال الأمويين, وعادوا به إلى الكوفة ، وكان ذلك سنة 120هـ , وفي الكوفة بايعه أربعون ألفا .

نشبت بينه وبين عامل العراق يوسف بن عمر الثقفي معركة, قتناقص رجاله من صفوفه حتى بقي في عدد قليل فظل يجاهد بهم جهادا لا أمل فيه حتى هوى صريعا ودفن أتباعه جثته.

 سأله شيعة العراق الذين اجتمعوا حوله عن أبي بكر وعمر فأثنى عليهما, وطلبوا منه أن يتبرأ منهما ليحاربوا معه فأبى ، فتركوه ورفضوا أن يحاربوا معه ، فسموا بالرافضة ، وبقي اسم الزيدية على من بقي معه, وإليه تنسب الطوائف الزيدية ، والزيدية هي أقرب فرق الشيعة الى أهل السنة.

ترى الزيدية جواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل لمصلحة يراها المسلمون, كما أنهم يجيزون مبايعة إمامين في إقليمين, ويعتقدون أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار ما لم يتب توبة نصوحا, وقد نهجوا في ذلك نهج المعتزلة, وذلك أن زيدا درس على واصل بن عطاء رأس المعتزلة وتأثر بآرائه.

كانت ثورة زيد بن علي فاتحة سلسلة طويلة من الحركات الشيعية التي أدت آخر الأمر إلى سقوط الأمويين. وفي القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) أسس أتباع زيد بن علي دولة في اليمن تقوم على المذهب الزيدي ، وقد ثبتت على زعازع القرون المتطاولة حتى انقضت في عهد آخر أئمتها ، الإمام أحمد بن يحيى ، في الستينات من  القرن العشرين .